داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقيم في داره المصيبة باظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين. (1) ب - عن الإمام الرضا عليه السلام: من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه. (2) ج - قال ابن طاوس: فمن مهمات يوم عاشوراء عند الأولياء المشاركة للملائكة و الأنبياء والأوصياء في العزاء لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهية ودرس من المقامات النبوية وما دخل ويدخل على الاسلام بذلك العدوان من الذل والهوان وظهور دولة إبليس وجنوده على دولة الله جل جلاله وخواص عبيده، فليجلس الانسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرية سيد الأنبياء صلوات الله جل جلاله عليه وعليهم وذكر المصائب التي تجددت بسفك دمائهم والإساءة إليهم.
د - وقد أقيم العزاء يوم عاشوراء في دمشق في اجتماع حافل وقد رثي سبط ابن جوزي الحسين بن علي وأجهش الناس بالبكاء فعن ابن كثير:... كان مجلس وعظ سبط بن الجوزي مطربا وصوته فيما يورده حسنا طيبا وقد سئل في يوم عاشوراء زمن الملك الناصر صاحب حلب ان يذكر للناس من مقتل الحسين عليه السلام فصعد المنبر وجلس طويلا لا يتكلم ثم وضع المنديل على وجهه وبكى شديدا ثم أنشأ يقول و هو يبكي:
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور في نشر الخلائق ينفخ لا بد ان ترد القيامة فاطم * وقميصها بدم الحسين ملطخ ثم نزل على المنبر وهو يبكى وصعد إلى الصالحية وهو كذلك رحمه الله. (3)