السنة في الشريعة الإسلامية - محمد تقي الحكيم - الصفحة ٥١
المفسرين أمثال الرازي، والثعلبي، والنيسابوري، والخازن، وابن كثير، وغيرهم، بالإضافة إلى الكثير من كتب التأريخ، واللغة، والسير، والتراجم. وقد استقصت رسالة دار التقريب عشرات المؤلفين من هؤلاء وغيرهم (1)، وقد كنت أود نقلها بنصها لقيمة ما ورد فيها من رأي ونقل لولا انتشارها وتداولها، وما أظن أن حديثا يملك من الشهرة ما يملكه هذا الحديث، وقد أوصله ابن حجر في الصواعق المحرقة إلى نيف وعشرين صحابيا، يقول في كتابه: ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا (2)، وفي غاية المرام وصلت أحاديثه من طرق السنة إلى (39) حديثا، ومن طرق الشيعة إلى (82) حديثا (3).
والظاهر أن سر شهرته تكرار النبي (ص) له في أكثر من موضع، يقول ابن حجر: ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قال بالمدينة في مرضه، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف. وقال:
ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة (4).
ولسان الحديث كما في رواية زيد بن أرقم: اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض،

(١) راجع ذلك في هذه الرسالة، ص 5 وما بعدها، مطبعة مخيمر مصر.
(2) الصواعق المحرقة، ص 148.
(3) أصول الاستنباط، ص 24.
(4) الصواعق المحرقة.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»