السنة في الشريعة الإسلامية - محمد تقي الحكيم - الصفحة ٤١
صحيح مسلم: ان زيد بن أرقم سئل عن المراد بأهل البيت هل هم النساء؟ قال: لا وأيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها (1).
وفي رواية أم سلمة، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ض)، وانا على باب البتي، قلت: ألست من أهل البيت؟ قال: انك إلى خير انك من أزواج النبي (ص) (2) فدفعها عن صدق هذا العنوان عليها، واثبات الزوجية لها:
يدل على أن مفهوم الأهل لا يشمل الزوجة، كما أن تعليل زيد بن أرقم يدل على المفروغية عن ذلك ولا يبعد دعوى التبادر من كلمة أهل خصوص من كانت له بالشخص وشائج قربى ثابتة غير قابلة للزوال، والزوجة وان كانت قريبة من الزوج الا ان وشائجها القريبة قابلة للزوال بالطلاق وشبهه، كما ذكر زيد.
؟ 2 ومع الغض عن هذه الناحية، فدعوى نزولها في نساء النبي شرف لم تدعه لنفسها واحدة من النساء، بل صرحت غير واحدة منهن بنزولها في النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
أخرج الترمذي، وصححه، وابن جرير وابن المنذر والحاكم، وصححه وابن مردويه والبيهقي في سنن من طرق عن أم سلمة (ض) قالت: في بيتي نزلت: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين، فجللهم رسول الله (ص) بكساء كان عليه، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي، فاذهب عنهم

(١) صحيح مسلم، باب فضائل علي.
(٢) الدر المنثور ج ٥ ص ١٩٨.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»