الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣١٣
الخمس، وراجع أقوال وروايات أهل السنة حول الآية، وأقرأ أيضا الأحاديث النبوية في تفسير خاتمة الآية (إن الحسنات يذهبن السيئات (فقد ذكرنا هناك ستة أحاديث ترويها الصحاح والسنن من الشيعة وأهل السنة في أن المراد من الحسنات إنما هي الصلوات الخمس، وإنها تذهب السيئات وتسقطها، وأن مثلها كمثل النهر الجاري الذي يغتسل منه في اليوم خمس مرات.
والجدير بالذكر (الذي يلزم التنبيه عليه) إن الذنوب التي تسقطها الصلوات الخمس هي الصغائر منها لا الكبائر كما قد صرح بذلك الصادق الأمين (ص) حيث قال: الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر (1).
وأجل فائدة للصلاة وأنفع ثمرة لها ما ذكره الله تعالى بقوله: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ([سورة العنكبوت / 46].
ومن هنا قال السيد بحر العلوم قدس سره: تنهى عن المنكر والفحشاء. اقصر فهذا منتهى الثناء. وهنا يأتي سؤال يدور على ألسن الكثير من الناس فيقال: نرى كثيرا من الناس يصلون ولم تنههم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر، فالجواب: إن الإنسان لو أقام الصلاة وهو مؤمن بالله عز وجل صادق الإيمان، وكانت صلاته كما شرعها الله، وكما هي
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»