الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣١٠
وهذا اقتباس من الآية (103) من سورة النساء وهي قوله تعالى: (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا (فقوله (كتابا) أي فرضا واجبا، كما في قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة ([الأنعام / 55] أي أوجب الله على نفسه الرحمة لعباده، وكقوله سبحانه: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ([البقرة / 184]. أي فرض عليكم الصيام كما فرض على الذين من قبلكم. وقوله تعالى: (موقوتا) تأكيدا على لزوم هذا الفرض وثبوته، أو المراد موقوتا أي منجما وموقتا، راجع ما حققناه حول الآية في الشبهة الثانية وما أثبتناه من نصوص أهل البيت (ع) في تفسيرها ص 174 - 175.
ولما كانت الصلاة فريضة قد أوجبها الله وأثبتها على عباده، بل هي أهم الفرائض وأعظم الأركان، لذا يستحق تاركها دخول النار، وقد بين أمير المؤمنين في وصيته هذه ان ترك الصلاة من الأسباب الموجبة لدخول النار، واستدل على ذلك بآية أخرى من القرآن المجيد فقال (:
(ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: (ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين () [المدثر / 43 و 44].
والسائلون لأهل النار بهذا السؤال هم أهل الجنة حيث يطلعهم الله تعالى على أهل النار فيرونهم في العذاب، ويوجهون إليهم هذا السؤال، ما سلككم في سقر؟ فأول سبب يذكرونه لاستحقاقهم العذاب ودخول النار هو ترك الصلاة، قالوا: لم نك من المصلين.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»