الصلاة ألا ترى العبد الصالح عيسى بن مريم قال (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ([مريم / 33] (1).
فالمؤمنون العارفون بالله هم الذين تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر وهي كبائر الذنوب، وتسقط عنهم الصغائر وتكفرها، ومن هنا قال أمير المؤمنين (في وصيته:
" وقد عرف حقها رجال من المؤمنين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال يقول الله سبحانه وتعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة (.
فالمؤمنون هم الذين يعرفون حق الصلاة وأهميتها وعظيم فوائدها وينتفعون بها في دينهم ودنياهم، ولو لم يكن من فضلها إلا ما ورد في الكتاب العزيز من تكرار ذكرها وتأكيد الوصاية بها والمحافظة عليها لكان بعضه كافيا، كيف وقد ذكر الله تعالى الصلاة في القرآن بمادتها (غير ما ذكرها بلفظ التسبيح والذكر أو غير ذلك) في مائة مقام أو أكثر.
ولما كان رسول الله (ص) هو أعرف خلق الله بالله لذا كان (ص) تعبا في الصلاة كما قال أمير المؤمنين (:
(وكان رسول الله (ص) نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة لقول الله سبحانه وتعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها (فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه).