الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣١٥
.. الخ. شروع في الدعاء لنفسه وهدايتها.. وابتعاد عن الضلال والغواية، (الركوع) تعظيم وخشوع للخالق (سبحانه ربي.. الخ) تنزيه الباري عن النقائص والرذائل والصفات الذميمة (السجود) غاية الخضوع والخشوع، وهكذا إلى آخر الصلاة، فكل جزء من فعل وقول وحركة منها لها فوائد نفسية واجتماعية تظهر بالتدبر فيها لا مجال لشرحها مفصلا.
فالصلاة اعتراف عملي بالإيمان بالله وصفاته ونعمه الذي هو أأكد من الاعتراف القولي، كما أن مطلق الأعمال أأكد في الدلالة من الأقوال، ولذلك ورد " أدبوا الناس بأعمالكم ".
فكل فرد إذا تذكر كل يوم خمس مرات أن هناك ربا له بالمرصاد سميعا عليما، وأنه المنعم عليه، والمستعين به دون غيره، وأن هناك يوما يحاسب فيه وتناقش فيه أعماله، ويسأل عن أداء فرائضه ووظائفه كيف يتصور صدور المخالفة عنه، أو يغفل عن حقوق أبناء مجتمعه، وبذلك يظهر لك (بوضوح) تفسير الآية الكريمة (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (وهذا كله بعد المعرفة والإيمان بالله عز وجل وثبوته في قلبه، وإلا لم تنهه صلاته وأن صلى بتدبر، لأن الإيمان بالله هو الأساس الأول لصحة الأعمال وقبولها. (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ([الحجرات / 15]. ومن هنا لما سأل معاوية بن وهب الإمام الصادق (عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إليه فقال (: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»