ثابتة عن النبي (ص) وأهل بيته الأطهار، أي جامعة لشرائط الصحة، وجامعة لشرائط القبول أيضا من إحضار القلب فيها، والتدبر لمعاني ما تضمنته الصلاة من الذكر والقراءة والتسبيح وغير ذلك لعلم أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبيان ذلك:
أول ما يبتدئ به العبد في صلاته: " الله أكبر " فيعترف بأنه أكبر من أن يوصف، وأنه أكبر من كل شئ، فيحصل في نفسه الإذعان لكبرياء خالقه وعظمته، ثم يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم (كلمة الشروع، (الحمد لله رب العالمين (وهو اعتراف بأنه المنعم المستحق للحمد المطلق في مقابل نعمه التي لا تحصى، واعتراف أيضا بأنه المربي للعوالم بما فيها، فيتوجه إليه بكل حواسه، (الرحمن الرحيم (يصفه بالرحمة استعطافا لأنه بعد اعترافه بأن الله هو المربي لكل العوالم (ما يعقل وما لا يعقل) يستصغر نفسه، فلأجل استجلاب الرحمة والعطف الإلهي يصفه بذلك، (مالك يوم الدين (اعتراف بالمعاد والقيامة وأنه تعالى هو المالك لجميع الأمور في ذلك اليوم، وكل شخص يعترف مصدقا بالقيامة والمحاسبة فيها يكون دائما بصدد إصلاح أموره الفردية والاجتماعية، لئلا يكون مسؤولا في ذلك اليوم الرهيب أمام ربه وأمام جميع الخلائق، (إياك نعبد (اعتراف بوحدانية المعبود، بمعنى أعبده ولا أعبد غيره (وإياك نستعين (اعتراف بأن الاستعانة لا تكون (حقيقة) إلا بالله تعالى فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وتقديم المفعول أعني (إياك (يفيد الحصر كما يقول العلماء، وأحسن السيد بحر العلوم: إياك من قول به تفند. فأنت عبد لهواك تعبد. تلهج في إياك نستعين. وأنت غير الله تستعين (اهدنا الصراط المستقيم (