الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٠٨
بأمر دينهم وصلاتهم التي هي عموده. ومما نسب لأمير المؤمنين (في هذا المعنى:
أن السفينة لا تجري على اليبس وثوب لبسك مغسول من الدنس.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ما بال دينك ترضى أن تدنسه.
فتعاهدوا أيها المؤمنون أمر صلاتكم امتثالا لأمر إمامكم.
(وحافظوا عليها).
امتثالا لأمر ربكم حيث أمر جل وعلا عباده بذلك في قوله سبحانه وتعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ([البقرة / 239] (1) ومن أهم مصاديق المحافظة عليها - بعد شدة الاعتناء بإقامتها - هو اجتناب الظلم بأنواعه، بأن لا تعتدوا ولا تغشوا ولا تخونوا ولا تكذبوا ولا تستغيبوا.. إذ تكونوا بارتكاب هذه الجرائم وأمثالها قد ضيعتم أجر صلاتكم فإنه (إنما يتقبل الله من المتقين ([المائدة / 28].
(واستكثروا منها وتقربوا بها).
فإنه كما جاء في الخبر: الصلاة خير موضوع فمن شاء استكثر ومن شاء استقل (2) ولأن الصلاة تقرب العبد إلى ربه فهي صلة بينه وبين الله عز وجل تقربه إليه زلفى، ويؤيد هذا المعنى ما رواه الكليني بسنده

(1) الصلاة الوسطى هي الظهر على أظهر الأقوال، قال السيد بحر العلوم: حافظ عليهن وخص الوسطى. ظهرا على الأظهر فيها ضبطا.
(2) (المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء) للمولى محسن الكاشاني ج 2 / 63.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»