الله إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل، وأعوذ بك من ذنب يعجل النقم، وأعوذ بك من ذنب يغير النعم، وأعوذ بك من ذنب يمنع الرزق، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء وأعوذ بك من ذنب يمنع التوبة، وأعوذ من ذنب يهتك العصمة، وأعوذ بك من ذنب يورث الندم وأعوذ بك من ذنب يحبس القسم (1).
151 - وسمع ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء. فقال ابن الكواء: يا أمير المؤمنين أيكون ذنوب (2) تعجل الفناء؟ قال (3) عليه السلام: نعم، قطيعة الرحم، إن أهل بيت يكونون أتقياء فيقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله، وإن أهل بيت يكونون فجرة فيتواسون فيرزقهم الله (4).
152 - وروي أنه لما حمل علي بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد عليه اللعنة هم بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب (5) بها قتله، وعلي عليه السلام يجيبه حسب (6) ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه، وهو يتكلم، فقال له يزيد: عليه ما يستحقه أنا أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك فكيف يجوز ذلك؟
فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي صلى الله عليه وآله أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: اللهم إني أصبحت أسبحك وأحمدك