قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٥ - الصفحة ٥٦٨
الرّوضة ملاصقة لمدرسة ميرزا جعفر وكان قد بلغ عمره اثنين وسبعين سنة، كما انّ والده توفّي في طريق زيارةالإمام الرّضا ودفن في مشهده عليه السّلام سنة 1062.
له مؤلّفات ومصنّفات كثيرة، منها: «وسائل الشّيعة الى تحصيل مسائل الشّريعة» فيه من الأحاديث المرويّة عن النّبي والوصيّ والأئمّة عليهم السّلام جملة وافية وعدّة كثيرة ممّا يتعلّق بالاحكام والفرائض والسّنن الآداب، جمعها من الكتب الأربعة التّي عليها المدار في جميع الأعصار، وأضاف إليها أحاديث جمّة استخرجها من غيرها من كتب الأصحاب المعتبرة، تربو عدد الكتب على مائة وثمانين كتاباً، فيها عدّة كثيرة من الأصول لقدماء أصحابنا رضوان اللَّه عليم، وزعّ الاحاديث على الأبواب والمسائل الفقهيّة من الطّهارة إلى الديّات، وزاد في أبواب الكتاب بما تساعده المسائل المودعة في الأخبار مع ترتيب مأنوس ونضد مرغوب يسهل الرّجوع اليه، ويتيسر الأخذ منه، فالكتاب كافل للمهمّ ممّا ورد من السنة النّبوية وجامع لمعظم النواميس الشّرعيّة فهو مرجع لروّاد الفضيلة والآداب، ومطلوب لطلّاب الحقيقة والآثار، عليه المعوّل في استنباط المسائل الشرعيّة واليه الاستناد في الفروع الفقهيّة فيه بغية كلّ فقيه وامنية كلّ مجتهد، فلم يزل منذ تأليفه وتدوينه مصدراً من أعظم مصادر الحديث في القرون المتعاقبة والاجيال المتواصلة، ثقة بمؤلّفه وركوناً الى الاتقان في نقله، صرف مؤلّفه في جمعه وتهذيبه مدّة مديدةً، وأفنى في ترتيبه وتحقيقه سنين عديدة، تقارب العشرين حتّى جاء من أجمع كتب الأحاديث وأحسنها ترتيباً، فللّه درّه وعليه أجره.
والروايات التي جمعها المؤلّف في أبواب الوسائل، من الطّهارة الى الديّات 35850 حديثاً وفرغ من تأليفه سنة 1082 وجعل له خاتمة تشتمل على فوائد مهمّة اثنتى عشرة، وكتب في آخره: «وكتب بيد مؤلّفه محمّد بن الحسن بن عليّ بن
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة