قال: صدق أخي زيد، سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء والمهديّ منهم. ثمّ بكى وقال: كأنّي به وقد صلب في الكناسة. با ابن مسلم حدّثني أبي عن أبيه الحسين عليه السّلام قال: وضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يده على كتفي وقال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوماً فإذا كان يوم القيامة حشروا أصحابه إلى الجنّة.
وقال يحيى بن زيد: سألت أبي عن الأئمّة، فقال: الأئمّة إثنا عشر أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين، قلت: فسمهم يا أبه، قال: امّآ الماضين فعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين. ومن الباقين: أخي الباقر وبعده جعفر الصادق ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمّد ابنه وبعده على ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده المهدي ابنه.
فقلت: يا ابة. ألست منهم؟ قال: لا ولكنّي من العترة، قلت: فمن أين عرفت أسمائهم. قال: عهد معهود، عهده الينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله.
هذا، وخرج زيد غضباً للَّه وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ودعوة إلى الرّضا من آل محمّد عليهم السلام. قال جابر: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:
لا يخرج على هشام أحد الّا قتله، فقلنا لزيد هذه المقالة. فقال: انّي شهدت هشاماً ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله يسبّ عنده فلم ينكر ذلك ولم يغير فو اللَّه لو لم يكن الّا أنا وآخر لخرجت عليه.
قال أبو الفرج: قال سعيد بن خثيم: كنّا مع زيد في خمسمائة وأهل الشام اثنا عشر ألفاً، وكان بايع زيداً أكثر من اثنى عشر ألفاً فغدروا اذ فصل رجل من أهل الشام من كلب على فرس رائع فلم يزل شتماً لفاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله فجعل زيد يبكي حتّى ابتلت لحيته وجعل يقولك أما أحد يغضب لفاطمة بنت