ولمّا رأى الشّيخ الطّوسي توسّع الفتنة في بغداد، خرج بأهله وولده خائفاً يترقّب لاجئاً إلى قبر الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في النّجف الأشرف سنة 450 وأسّس الحوزة العلميّة والجامعة الاسلاميّة الكبرى الّتي كانت ولا تزال معهداً للعلماء وللتّدريس ومحلًا للطّلاب ورواد الفضيلة والعلم، حتّى أصبحت بعد فترة قليلة عاصمة العلم وقدوة العلماء، فكانت الحوزة العلميّة يومئذٍ تربوا على المئات من الطّلبة الناشئين ولم يثبت التاريخ للشّيخ الطّوسي غير الجد في التّدريس والتّأليف في بغداد. وبعد هجرته إلى النّجف الأشرف وادارة الحوزة العلميّة والزّعامة المذهبيّة بالرّغم من المشاكل في حرق مكتبته ومؤلّفاته ومحن الفتنة الّتي مرت عليه أيّده اللَّه في الكتابة، والتّأليف حتّى ملأ فراغ المكتبة الاسلاميّة بمؤلّفاته ومصنّفاته القيّمة.
منها: «تلخيص الشافي» وهو ملخصّ «كتاب الشافي» في الامامة للسيّد المرتضى ، الّذي استعرض فيه أقوال العامة في الخلافة المعروضة في كتاب المغني للقاضي عبدا الجبّار المعتزلي.
طبع في مطبعة الآداب في النّجف الأشرف 1383.
الكامل في التّاريخ، ج 9 ص 577 وص 637، وج 10 ص 7.
لسان الميزان، ج 5 ص 135 رقم 452. ومقدّمة الكتاب للسيّد حسين آل بحر العلوم.
تلخيص المستدرك
لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذّهبي الشّافعي (673- 748) المتقدم.