وبقي كثير من الأغلاط في المتن وفي بعض المحال اختلفت الإشارات أيضا. وان ذلك كله لقليل إزاء ما قدمته من العوائق التي عاقتني عن القيام في محل ومع ذلك عندي ليس بقليل لا يقضى عليه بالأسف. فذيلت الكتاب بقائمة الصحة والأغلاط واثبت فيها ما صححته من الأغلاط المهمة. واما التي تتأتى لكل من له أدنى مس بمثل هذا الكتاب فلم أتعرض لصحتها خوفا من اسهاب القائمة وضخامة الحجم.
فأيها القراء النقاد، اقدم بين أيديكم هذا الكتاب وهو ثمرة سنين وأيام طوال. واني وإن لم أضن في تصحيحه وتهذيبه ببذل الوقت وجهدي المستطاع لكني اعترف بأنه للعوائق الجمة والموانع المهمة لم يكن طبق أمنيتي ووفق بغيتي. فالرجاء ان تنال من انتقادكم خطوة تجبر ما فيه من الوهن وتسد ما فيه من الخلل.
ومن واجباتي المهمة ان اشكر من صميم فوادي أولئك الاخلاء الخلص الذين ساعدوني من جهات شتى في تصحيح هذا الكتاب وطبعه برحابة صدورهم وفضل علمهم. فمن أولئك حكومة بهار واوريسه التي أرسلتني إلى جامعة كيمبرج لأتلقن فيها أسلوب التحقيق في آداب اللغة العربية على الطرق الحديثة المغربية وقامت بجميع ما كنت احتاج اليه من النفقات الباهظة أيام إقامتي بها.
وحيث لم يتيسر لي ذلك كله الا بإشارة سمو الوزير سر محمد فخر الدين ومدير التعليم مستر تي. دبلو. فوكس فأقل ما يجدر بي لهما أن لا أزال أشكرهما قائلا:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق إن لم تسعد الحال وحضرة الدكتور جي ايچ كليفهم قيم الطلبة في الكلية الأميرية