فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٤٦
قبح غير مختلط بالرجيع، ويدل شدة الوجع على حدة المادة التي هناك، وان كان خروج الدم من الكبد فإنه يخرج من غير وجع في الأمعاء ويكون مثل غسالة اللحم الطري ويخرج من غير مغص الا انه يجد نفخا وثقلا عند طرف الكبد وعلة ذلك ضعف القوة الهاضمة والحابسة جميعا، وان خرج دم مثل ماء الكشك دل على ضعف القوة الجاذبة، وان كان خروجه من الكبد فربما احتبس يوما أو يومين حتى يكثر ويجتمع ثم يخرج من غير وجع، وما كان علته من انشقاق عرق أو ضربة سال دمه إلى المعدة ثم خرج صافيا صحيحا، وان كان من قبل السدد كان ذلك دما مثل الدردي، ولم يضعف لذلك المريض بل يقوي عليه، وما كان من قرحة أو آكلة في الكبد كان دما خاثرا اسود، والذي يشبه الدردي يدل على احتراق الدم، فإن كان في الاختلاف قبح فان ذلك من الأمعاء وليس من الكبد، وربما كان سبب الاستطلاق ضعفه قوة واحدة من الأربع وسائر القوى صحيحة، وان كانت علته من ضعف القوة الهاضمة خرج الطعام غير منهضم وعلة ذلك من برد يغلب عليها، وان كانت العلة من ضعف القوة الماسكة خرج الرجيع بنفخ و قرقرة شديدة، وان كان من شدة القوة الدافعة وضعف القوة الماسكة خرج الرجيع في دفعة أو دفعتين بقوة شديدة وكان ما يخرج منهضما غير أنه يخرج قبل وقت الخروج، واعلم أن أسرع أوقات خروج الطعام وأقصدها ان يخرج بعد الأكل باثنتي عشرة ساعة، وان كانت العلة من ضعف القوة الهاضمة وشدة القوة الدافعة خرج قبل وقت الخروج وكان غير منهضم ولا ينضج، وان كانت العلة من ضعف الدافعة وكانت القوة الهاضمة صحيحة خرج الرجيع منهضما غير أنه يخرج منقطعا بتزحر وضعف لضعف القوة الدافعة، وان كان ذلك من شدة القوة الدافعة وصحة القوة الماسكة وضعف
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»