الباب الثالث عشر في الطحال، الطحال بيت السودا تجري منه إلى المعدة حموضة وبهذه الحموضة تكون شهوة الطعام فالطحال يبرد المعدة لئلا تضربها حرارة المرارة والقلب، وكأنه أساس لسائر المزاجات فإنه يقوى الجسد ويصلبه فان عفنت السودا هيجت الربع وان كثرت في المعدة أثارت رياحا ونفخة وان سالت إلى القلب أورثته غما ووحشة وفكرا رديا وان ارتفعت إلى الدماغ وفسدت فيها هيجت الصرع وان عفنت في البدن كله كان منه الجذام وان سالت إلى بعض الأعضاء واجتمعت فيه كان منه السرطان والخنازير وداء الفيل وان خرجت إلى الجلد كان منه القوابي والثأليل وان خرجت إلى الأمعاء كانت منها قروح غليظة سود، وان ضعفت القوة الجاذبة التي في الطحال تكدر الدم في الكبد وجرى ذلك إلى البدن كله و كان منه اليرقان الذي يضرب إلى السواد وان ضعفت قوته الدافعة فدفعت عنه إلى المعدة حموضة ومرة غير مستحكمة كان منه تهوع وغشيان وان اندفع ذلك عنه إلى الأمعاء خرج منها شئ يشبه عصير الزيت وكثيرا ما يكون من ورم الطحال الاستسقاء لأنه يصلب فيثور منه بخار بارد تبرد الكبد منه ويتغير مزاجها، قال الحكيم أبقراط إذا عظم الطحال هضم البدن وإذا هزل الطحال سمن البدن، الباب الرابع عشر في علاج الطحال، ان جل أدوية الطحال لطيف يابس لان جل أمراضه من البرد والغلظ وأفضل علاجه ما كان فتاحا للسدد وكان فيه بعض القبض
(٢٤١)