فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٤٥
تقطيع من مادة حريفة أو من قبل كثرة الرجيع أو من كثرة الرياح فيه، فاما علل خروج الدم من أسفل فعلته اما ان يجتمع في عروق الكبد دم كثير أو دم حاد فتدفعه الطبيعة وتخرجه واما ان يقطع عضو من أعضاء البدن فيحتبس الدم الذي كان يسقى ذلك العضو في الكبد لدفع الطبيعة عنها واما ان تضعف القوة الجاذبة والقوة الهاضمة في الكبد أو يكون من قبل شق عرق أو ضربة أو قرحة أو آكلة في الكبد، الباب الثاني في علامات علل الأمعاء والاستطلاق، إذا كان وجع البطن فوق السرة في الأمعاء الرقيقة كان الوجع أشد لقرب الأمعاء العليا من منابت العصب والحواس، وان كان الوجع تحت السرة فهو في الأمعاء السفلى الغليظة، وإذا هاج ساعة وسكن ساعة فالعلة في الأمعاء العليا، وان هاج الوجع والمشي في وقت واحد وخرج منه دم مختلط بدسم أو خراطة الأمعاء أو خرج ذلك من قبل أن يخرج الرجيع دل على أن في الأمعاء السفلى الغليظة قرحة لان الأمعاء العليا ليس لها شحم ودسم كما بينا، فان خرجت أولا مرة محترقة ثم من بعد ذلك شئ شبيه بالاغراس و من بعد ذلك الدم فالعلة في الأمعاء السفلى، فإن كان الدم مختلطا بالرجيع اختلاطا شديدا فالقرحة في الأمعاء العليا وان كان الاختلاط بالرجيع قليلا فالعلة في الأمعاء السفلى، وان خرج دم خاثر ودسم من غير ثقل وكان فيه شبيه بالجلد دل على أن في الأمعاء السفلى قرحة لان ذلك الجلد والخراطة انما هي من اجزاء الأمعاء، وان بدء أولا وجع ثم كان الزحير ولم يخرج الا شئ يسير وعتق ذلك اقرح المعدة وخرج في المشي بعض اجزاء المقعدة ويخرج
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»