فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٣٥
الباب السابع في نفث الدم نفث الدم يكون من علتين ظاهرة وباطنة، اما الظاهرة فمن صدمة أو صوت عال أو حمل ثقيل أو عدو شديد أو وثب، واما الباطن فمن برد شديد وامتلاء العروق وانشقاقها فإنها إذا انشقت رشح منها الدم بمنزلة رشح العرق وانما تنشق العروق اما من كثرة الدم أو رقته أو حدته أو ضعف العرق عن احتمال ما فيه من الدم أو قروح أو آكلة أو كثرة الرياح التي تنفخه وتنشق كالزق الذي تشقه الرياح المجتمعة فيه، الباب الثامن في علامات خروج الدم من فوق ومن أسفل، ما خرج من الدم من فوق بالقئ فهو من المعدة وما خرج من النخع فهو من " الصدر و " اللهاة وما حولها، وما خرج من الصدر يكون كدرا ويخرج بوجع وسعال ثم يغلظ سريعا، وما خرج من قرح الصدر، والرية خرج مع قبح، وما خرج من ذات الجنب والشوصة خرج ممزوجا مع البزاق منصبغا بالمرة التي تغلب عليه ويكون معه حمى وعسر النفس، وان خرج متدفقا وخرج في كل دفعة شئ كثير دل على أنه من عرق منقطع أو عرق منفتح الفم، وما خرج من عروق القلب خرج بحمية شديدة لان الريح تدفعه، وما خرج من عروق الكبد كان أشد حمرة واسكن خروجا، و ما خرج من الرية كان رقيقا له رغوة، وقال العالم جالينوس ان الدم الذي يخرج بالبزاق ان كان متغيرا وفيه عروق دقاق أو بعض اجزاء الرية فخروجه من الرية، وان خرج رقيقا من غير علة
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»