فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٤٧
القوة الهاضمة خرج الطعام في وقت ما ينبغي ان يخرج وتكون له حمية شديدة الا انه يخرج غير منهضم وتعتريه قرقرة ونفخ لضعف القوة الهاضمة، فاما الزحير فإنه يكون من خمس (علل)، اما من ورم في المقعدة أو استرخاء فيها أو من قروح في الدبر فلا يرتفع الا بعد عسر ويجد حكة وحرقة في المقعدة أو من شق أو جرح أو بواسير، الباب الثالث فيما قال الحكيم أبقراط في ذلك، قال الحكيم أبقراط من كان به زلق الأمعاء ثم تجشأ جشاء حامضا فهو خير لأنه يدل على أن الطبيعة قد قويت على النضج وقال أيضا ان كان الاختلاف مثل الماء ثم صار مثل المرهم فهو ردي لأنه يدل على قرحة الأعفاج وان كان رقيقا ثم تغير إلى غسالة اللحم فذلك ردي لأنه يدل على أن الكبد قد ضعفت، وقال أيضا من اختلف من قرح الأعفاج بشئ يشبه اللحم فذلك قاتل لان الأمعاء مطبقة بطبقتين، إحداهما لحم والأخرى عصب رقيق وتحت العصب جلدة رقيقة، وتحت الجلدة خام فإذا كان الاختلاف شبه الخام كان سليما لأنه انما يخرج ذلك الخام اللابس عليه، وان كان فيه شبه الجلد الرقيق دل على أن العلة قد وصلت إلى جلدة الأمعاء وجردت منها الا انه يرجى له البرء، وان كان الاختلاف شبيه اللحم دل على أن الداء قد وصل إلى اللحم الذي في ظاهر المعاء فلا يرجى برئه، وقال الحكيم أيضا من كان به مرض من بلغم فاصابه اختلاف شديد فقد نجى، وقال أيضا من كان به اختلاف شديد فهاج به القئ طوعا فقد نجى لأنه يدل على أن الفضلة التي هيجت الخلفة قد انتقلت إلى فوق، وقال أيضا من كان به خلفة عتيقة مع سعال فإنه لا يبرء
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»