فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٤٠
طربه، ويعتري هذا النوع من كان أشقر احمر طويل الفكرة و الهم والتعب وهو أسلمها كلها، لأنه يكون شبيها بالسكر، لان الدم حبيب الطبيعة، فاما من كان لين اللجم فلا تكاد السودا تتولد في مثله، وربما كانت العلة من اجتماع رطوبات فاسدة مع الصفرا مستحيلة إلى السودا، فعلامة ذلك أنه إذا كان هاجت الصفرا اعتراه سهر وهذيان، وإذا هاج به " البلغم " (1) اعتراه السبات، وقال أبقراط إذا كان الصرع مع ضحك ونشاط فإنه أرجأ من أن يكون مع " الفرق " (2) والغم، فان الضحك يدل على أنه من الدم، ويدل الغم و " الفرق " (2) على أنه من السودا والبلغم، وقال إنه من كان صرعه من فساد السودا ثم ظهرت بساقه دوالى أو عرض به بواسير المقعد سلم منه، معناه ان الدوالي قروح غليظة فإذا ظهرت في الساق دلت على أن المادة الردية قد نزلت من الدماغ إلى الساق، وقال في مثل ذلك أن الصلعان لا تصيبهم دوالي كبار، فان أصابهم نبت شعر رؤوسهم، معنى قوله انه يريد به الصلعان الذين قد ذهبت شعورهم من داء الثعلب، فإذا ظهرت الدوالي في سوقهم دل على أن المادة قد انتقلت من الرأس إلى الرجل، ويقال ان من كان به الصرع فأشممته حين يصرع شيئا من ترموس وهو (3) فانتبه وحس بذلك فإنه يبرء، وإن لم ينتبه ولم يحس فلا يرجى برؤه، وكذلك ان نفخت عاقرقرحا في عنقه فعطس رجئ له البرء وإلا فلا، وقال الإسكندر الطواف ان جردت الظفر من ابهامي رجلي المصروع حتى يخرج منهما الدم ثم مسحت ذلك الدم على شفة المصروع و فيما بين عينيه فإنه يفيق ويقوم " من ساعته " وقال الحكيم أبقراط ان من صرع فخر كالميت وذهب حسه فلا علاج له، ومن لم يكن كذلك أيضا فعلاجه عسر شديد لان الدماغ سيد الأعضاء ومنه أصل الحس

(1) " الرطوبة (2) النزق " (3) (كذا في الأصل)
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»