وبدا نورها ونور أبيها * كنهار شموسه لا تغيب وبميلادها سمت راية الدين وفرت من العقول العيوب وتسامت أنشودة تتغنى * في شفاه الوجود وهي لعوب أنت ترنيمة الأناشيد تهفو * أنت روح الخلود أنت اللهيب جنة أنت للصلاح حماها * ساعد يزدهي وصوت مهيب وفتى صافحت سناه الثريا * والقصي البعيد منه قريب يا ابنة المرسلين إنا سلكنا * لاحبا صدره سخي رحيب وانتهجنا من حبه ما هدانا * وصراطا عاشت عليه الدروب فعلى عتمة الطريق ضياء * وشذى ناعم وقلب طروب مذهب الحق منهل قد سقانا * فيض نور وقلبه ملهوب ما يبالي فقد دهته الدواهي * والكرى يستبيحنا واللغوب وهو يرعى فينا جفونا تعامت * ودماء قد هدها التخريب أيها العاشقون إنا لنصحو * والدجى في عيوننا والمغيب قد ركبنا الرياح لكن وصلنا * لمتيه يضج فيه النعيب نصطلي بالعذاب والدمع فينا * يتناهى لكنه مكذوب وشعارات حولها تتباكى * ورؤانا عن ذلها لا تؤوب فالنعيم الذي عبرنا إليه * بالأماني مخادع مقلوب والضياع الذي وصلنا إليه * بعد جهد نعيشه تعذيب فامنحينا يا من لها قد شدا حرفي * وغنى الفؤاد وهو قطوب من رؤي تزدهي عليك صلاحا * وسلاما يشدنا ويطيب واخذلي الانكسار فينا وبثي * في دمانا فيومنا سيثوب وانطوي يا سياط ما دام نبتي * جذوره في الدما عصي غضوب سوف نصحو يوما وأضغاثنا تدمى * وثأر العيون فيها رهيب
(٦٧)