وتقتطع الأراكة حين تأوي * لظل غصونها كف قطيع ويحرق بيتها بالنار حقدا * ويهتك سترها وهو المنيع ويكسر ضلعها بالباب عصرا * فيسقط حملها وهو الشفيع ويدمي صدرها المسمار كسرا * فينبغ بين ثدييها النجيع وحمرة عينها للحشر تبقى * بها من كف لاطمها تشيع تنوح فتسمع الشكوى وتدعو * وما في المسلمين لها سميع مصائب بالفظاعة قد تناهت * وكل مصيبة خطب فظيع قضت ألما من الزهراء فيها * حشاشة قلبها وهو المروع دموع خلف الابتسام الأستاذ عبود الأحمد توارت خلف بسمتي الدموع * وخلف صداي يختبئ الخشوع وما ضحكي أمام الناس إلا * مداراة وأحشائي تلوع يعمق في جراح القلب نزفا * بكاء صامت وأسى مروع فيخفي لحن اغنيتي نشيجي * ولكن الأنين به يذيع تكاد من العذاب تذوب روح * محملة بما لا تستطيع أنام على لظى بين الحنايا * وأصحو والهموم هي الضجيع شببت على الجراح فكل عمري * جراح والمسيل دم نجيع تطوف على شغاف القلب وجدا * فتحضنه المواجع والضلوع وشابت كل آمالي وماتت * وجرحي في تأججه رضيع ويغمرني إلى الأعماق حزن * تفيض على جوانبه الدموع فخذ يا حزن ما أبقيت مني * كيانا قد تولاه الخضوع أنا السهر المؤرق في المنافي * ويأبى أن يمر به الهجوع
(٢٣)