جملة: «من كنت مولاه فهذا له مولى» مقول القول، وفي الحكاية أدنى تغيير لضرورة الوزن كما سيظهر إن شاء الله.
«من» مبتدأ «كنت مولاه» صلته أو صفته.
«هذا» مبتدأ آخر «له مولى»: خبره. والجملة خبر «من له» إما متعلق بمولى; لكونه في الأصل مصدرا ويجوز تقديم معمول المصدر عليه إذا كان ظرفا لشدة الاتساع فيه والاكتفاء فيه برائحة من الفعل، أو لكونه اسما موضوعا لمن قامت به الولاية، فإنه حينئذ بمعنى اسم الفاعل أو الصفة المشبهة أو ظرف مستقر و «مولى» خبر للعامل المقدر للظرف إن قدر كائن أو يكون، أو حال عن الضمير المستقر في الظرف من ذلك العامل، أي موجود، أو حاصل له مولى كما يقال: فلان موجود شاعرا، أو ظرف مستقر حال عن مولى إن جاز وقوع الحال عن الخبر، أو صفة لمولى تقدمت عليه إن جاز تقدم الصفة على الموصوف فإن منهم من جوزه على ضعف وهذا أوفق معنى من الكل، فإنه لا شبهة في أن أصل الكلام: فهذا مولاه; لما أراد تقديم المضاف إليه على المضاف ولم يمكن مع بقاء الإضافة رد المضاف إليه إلى أصله الذي كان مقرونا بلام الاختصاص وكان صفة للمضاف.
جملة «فلم يرضوا» عطف على جملة: «قام» إلخ، ومعمول الرضا مقدر، أي فلم يرضوا بذلك، وكذا «لم يقنعوا».
المعنى:
ثم جاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد ما ردهم بما مر ما يتضمن إيجابا محتوما، أو جاء إيجاب محتوم كائن مبتدئ من جناب ربه من صفته أنه ليس له دفع، أو مكان دفع، أو زمان دفع، أو حال كونه لا مدفع له وذلك الإيجاب المحتوم، أو الكلام الدال عليه أبلغ إليهم أن مفزعهم بعدك من هو و إلا تبلغ إليهم ذلك فلا تبلغ شيئا مما يوحى