ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٧٢
وقال مهنئا الحاج مصطفى كبه عند عودته من زيارة الإمام علي ابن موسى الرضا (ع) ومؤرخا وذلك في عام 1291 ه‍:
طرب الدهر (239) فاستهل منيرا * يملا الكون بهجة وسرورا وسرت نفحة من البشر فيه * ضمخت خيمة السماء عبيرا عدن أوقاته رقاق الحواشي * لك تهدي بشاشة وحبورا كل وقت يمر منه تراه * بارد الظل طيبا مستنيرا فكأن الهجير كان أصيلا * وكأن العشي كان بكورا بوركت من صبيحة في ضحاها * وفد اليمن بالسعود بشيرا وإلى طلعة جلت كل هم (240) * ببنان الاقبال أضحى مشيرا فتأمل عقود هذي التهاني * كيف زانت بها الليالي النحورا وتصفح أيامها الغر وانظر * كيف قد وشحت بهن الخصورا فرح من شعاعه اقتبس النور * محيا الدنيا فشع منيرا فاقتبل عمرها جديدا وأيامك * عيدا والعيش غضا نظيرا طاب نشر الأفراح في بشر قوم * لهم الفضل أولا وأخيرا عترة المجد أسرة الشرف المحض * زكوا محتدا وطابوا حجورا شرع في العلى وغير عجيب * فلها رشح الكبير الصغيرا معهم يولد النهى فترى اليافع * كهلا والكهل شيخا كبيرا خاطروا في العلى فناهيك فيهم * شرفا باذخا ومجدا خطيرا منهم يستضاء شرقا وغربا * بوجوه تكسوا الكواكب نورا فمع الشمس يشرقون شموسا * ومع البدر يشرقون بدورا أيها العصر لا أرى لك مثلا * زانك المصطفى فباهي العصورا قبله هل مسحت غرة صبح * عن لثام الاسفار أبدت سفورا شخصت نحوه العيون ولكن * عاد بعض يقذى وبعض قريرا فبعين شعاعه كان نارا * وبعين شعاعه كان نورا بلغته الرضا عزيمة نفس * كبرت أن ترى الخطير خطيرا كم طوى البيد باسطا كف جود * نشرت ميت الندى المقبورا واستقل البحور جودا فأجرى * من أسارير راحتيه بحورا مانحا بلدة بمسراه إلا * وأبت نحو غيرها أن يسيرا وإذا ذكره أطاف بأخرى * كاد شوقا فؤادها أن يطيرا فأتى مشهدا لمن طاف فيه * قد أعد الاله أجرا كبيرا فيه لطف الله الذي من يزره * زار في عرشه اللطيف الخبيرا حاز أجرا لو الورى اقتسمته * لغدا فيه كلهم مأجورا وبتلك الديار أبقى مزايا * تستقل المنظوم والمنثورا وانثنى راجعا بأحشاء قوم * معه سافرت وعفن الصدورا يا نديمي على الهنا زانك الله * ولقاك نظرة وسرورا قل لعبد الكريم بشراك يامن * شاد بيت المكارم المعمورا قد أقر الاله عينيك فيمن * كان في غرة (241) لعينيك نورا زار (بغداد) من بها ركز اليوم * لواء المفاخر المنشورا راقها منه طلعة بدر مجد * لا رأت للغروب فيه نذيرا ما تجلى بباهر الضوء إلا * عاد طرف الحسود عنه حسيرا حسدتها السما عليه وقالت * لمجليك ما حويت نظيرا لو قبلت التعويض عنه لقايضتك * حتى هلالي المستنيرا فهو يغني عمن سواه ولكن * ليس يغني سواه عنه نقيرا من رآه يقري الضيوف ويسعى * للمعالي ويطلق المأسورا قال: هذا محمد ذلك الصالح * قد عاد شخصه منشورا ونعم لا تقل طوى الموت من لم * تفتقد منه سعيه المشكورا وكذا الشمس إن تغب فابنها البدر * يجلي بنورها (242) الديجورا يا بن من قد أتى على الجود حين * فيه لولاه لم يكن مذكورا بك قرت عينا أخيك كما طرفك * قد عاد في أخيك قريرا فلمن منكما أهني تساوى * فيكما البشر زائرا ومزورا إنما أنت للمعالي يمين * وهو قد كان سيفها المشهورا فإذا ما هززته يوم فخر * جاءك الدهر مذعنا مستجيرا فرويدا مراهنيه رويدا * لن تشقوا غباره المستطيرا خلفكم عن مدى يشق عليكم * ما ركبتم إليه إلا الغرورا ما لعليا محمد حسن الأخلاق * تلقى الشعرى العبور عبورا ماجد النفس في اقتبال صباه * يلبس الفخر كل آن حبيرا مستطيل كم ابتدا مكرمات * عاد باع الكرام عنها قصيرا رف نبت المنى بجانب جدواه * فكانا خميلة وغديرا كان تأريخ بيته أول الدهر * على جبهة العلى مسطورا عن أبيه عن جده المصطفى يروي * حديث المكارم المأثورا قد بنى في السماء قبة مجد * تخذ النيرات فيها سميرا من كرام قد استرقوا لباس * الحمد والناس تسترق الحريرا لعلاها محمد قد أعدته * جوادا على الثناء مغيرا كم جرى والصبا بحلبة جود * فغدا عنه شأوها محسورا وجلا أفقها محمد الهادي * لمن نص في الظلام المسيرا كوكب عز أن يرى فلك المجد * منيرا بمثله مستديرا ولها من محمد بأمين * حفظت كنز فخرها المذخورا قد رقى حيث ليس ترقى الثريا * وسقى الوافدين نوءا غزيرا وبعبد الحسين قد فاخروا الشمس * فودت في الأفق أن لن تنيرا هم بنو السؤدد القديم كما هم * إخوة المجد واحدا وعشيرا فادع غريد أنسهم ثم أرخ * (رجعة المصطفى بها أسجع دهورا)

243 الحاج مصطفى ابن الحاج محمد صالح كبه ولد سنة 1255 ه‍ ونشأ ببغداد متطلعا إلى توسيع دائرة مجد أبيه، واشتهر في القطر العراقي بما قام به من نشر الخير وتوزيع الرواتب على طلاب العلم وأعلام الأدب توفي عام 1336 ه‍ وقد خلف ولدين (1) الحاج عبد الغني (2) محمد سليم وبنتا واحدة.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»