خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٤٣
في المكامرة فغلب الحي الذي فيه عباد. انتهى.
وكابن قتيبة أورده عبد اللطيف البغدادي في شرح نقد الشعر لقدامة قال قدامة: ومن عيوبه الإكفاء وهو اختلاف حروف الروي فيكون دالا وذالا وسينا وشينا ونحو ذلك من الحروف المتقاربة.) قال عبد اللطيف البغدادي: اختلاف حروف الروي في قصيدة هو الإكفاء من قولك: كفأت الإناء إذا قلبته. ويقال أيضا أكفأت الشيء إذا أملته.
فلما اختلف حرف الروي عن وجهه الذي يجب له قيل لذلك: إكفاء. وأكثر ما يكون هذا في الحروف المتقاربة. وهذا في النثر المسجوع ليس بعيب. وأما في النظم فأكثر ما يرتكبه الأعراب دون الفحول والمشاهير ولهذا لا أجيزه لشعراء زماننا كما أجيز لهم العيوب الباقية اللهم إلا في الأرجاز الحربية التي تقال بديها فإنها تحتمل ما لا يحتمل الشعر الكائن عن روية وتمهل.
فإن قيل: فهل العرب تعرف حروف المعجم حتى تلزم بها قيل: إنها وإن لم تعرفها بأسمائها فإنها تعرفها بأجراسها وتميز بينها بأصدائها. ولهذا يلتزم الشاعر منهم حروف الروي فلا يخالفه إلا في الأقل وإلى ما يقرب منه. ولهذا قال قائلهم:
* لو قد حداهن أبو الجودي * برجز مسحنفر الروي * مستويات كنوى البرني ولا يبعد أن يشعر الواحد منهم بمخارج الحروف ومدارجها بل هو الغالب من حالهم لكن لا يتقنون تمييزه. وقد أنشدوا: وقافية بين الثنية والضرس زعم المفسرون أنه أراد الشين أخت الضاد. والحكاية المشهورة عن رجل منهم
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»