خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٥٥
فقال الأصمعي: إنما هو رئمان أنف بالنصب. فقال له الكسائي: اسكت ما أنت وهذا يجوز بالرفع والنصب والخفض. أما الرفع فعلى الرد على ما لأنها في موضع رفع بينفع فيصير التقدير: أم كيف ينفع رئمان أنف. والنصب بتعطي والخفض على الرد على الهاء التي في به.
قال: فسكت الأصمعي ولم يكن له علم بالعربية كان صاحب لغة ولم يكن صاحب إعراب انتهى ما أورده الزجاجي.
وقوله: أما الرفع فعلى الرد على ما يريد به الإبدال وهي عبارة الكوفيين وهو بدل كل من كل ويجوز رفعه أيضا على أنه خبر لمبتدأ محذوف أي: هو رئمان.
وقد جوز هذين الوجهين أبو علي الفارسي في البغداديات قال فيها: حكي لنا أن أبا العباس محمدا وأبا العباس أحمد كانا يلقيان هذا البيت ويسألان عن وجه الإعراب فيه. ورئمان بالرفع والنصب والجر.
فأحدهما: أن تبدل رئمان من الموصول فتجعله إياه في المعنى. ألا ترى أن رئمان أنف هو ما تعطيه العلوق.
والآخر: أن تجعله خبر مبتدأ محذوف كأنه لما قال: أم كيف ينفع ما تعطي العلوق قيل له: وما تعطي العلوق فقال: رئمان أنف أي: هو. كقوله تعالى: بشر من ذلكم النار أي: هي. انتهى.
وقال ابن الشجري في أماليه: ما بمعنى الذي واقعة على البو وانتصاب الرئمان هو الوجه الذي) يصح به المعنى والإعراب وإنكار الأصمعي لرفعه إنكار في موضعه لأن رئمان العلوق للبو بأنفها هو عطيتها ليس لها عطية غيره.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»