خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٥٤
وقال ابن الشجري في أماليه: العلوق من النوق: التي تأبى أن ترأم ولدها أو بوها. والبو: جلد الحوار يحشى ثماما أو حشيشا ويقدم إليها لترأمه فتدر عليه فتحلب. فهي ترأمه بأنفها وينكره قلبها فرأمها: أن تشمه فقط ولا ترسل لبنها.
وهذا يضرب مثلا لمن يعد بكل جميل ولا يفعل منه شيئا.
والرئمان بكسر الراء والهمزة: مصدر رئمت الناقة ولدها من باب فرح إذا أحبته وعطفت عليه وفي الأمثال: لا أحب رئمان أنف وأمنع الضرع يضرب لمن يظهر الشفقة ويمنع خيره كذا في أمثال الزمخشري.
وقوله: إذا ما ضن بضم الضاد المعجمة أي: حصل الضن وهو الشح والبخل.
قال ابن جني في المحتسب: ألحق الباء في به لما كان تعطي في معنى تسمح به. ألا تراه قال في آخر البيت: إذا ما ضن باللبن فالضن: نقيض السماحة والبذل. انتهى.) والهاء في به راجعة إلى ما ولولا التضمين لقيل: تعطية وما وإن كانت في اللفظ فاعل ينفع فهي في المعنى مفعول وهي الشيء المعطى وهي اسم موصول بمعنى الذي واقع على الرئمان كما يأتي بيانه وزعم ابن الشجري أنه واقع على البو وهو غير جيد كما سيتضح.
وقد أجاز الكسائي في رئمان أنف الرفع والنصب والجر قال الزجاجي في أماليه: أخبرنا أحمد بن الحسين المعروف بابن شقير النحوي وعلي بن سليمان قالا: أخبرنا أحمد بن يحيى بن ثعلب قال: اجتمع الكسائي والأصمعي بحضرة الرشيد كانا ملازمين له يقيمان بإقامته ويظعنان بظعنه.
فأنشد الكسائي: أني جزوا عامرا سوءا بفعلهم البيتين
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»