والمراد هنا: القبيلة وصرفه باعتبار الحي ولو منعه الصرف لكان باعتبار القبيلة. والباء للمقابلة والهاء والميم ضمير عامر.
والسوءى: فعلى نقيض الحسنى وهما مؤنث الأسوأ والأحسن. ولأجل القافية قابل السوءى بالحسن ولولاها لكان يقول الحسنى.
وروي في الأول السوء وهو اسم من ساءه يسوءه سوءا ومساءة نقيض سره. يقول أتعجب لقومي كيف عاملوا بني عامر بالسوء في مقابلة فعلهم الجميل وقوله: أم كيف يجزونني أم: للإضارب عن الأول. ومن الحسن قال ابن الشجري: متعلق بحال محذوفة والتقدير: كيف يجزونني السوءى بدلا من الحسن. مثله في التنزيل: أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة أي: بدلا من الآخرة.
يقول: بل أتعجب من قومي كيف يعاملونني بالسوء حال كونه بدلا من الفعل الحسن والصنع الجميل. وأضرب عن الأول للإشارة إلى أن إساءتهم لبني عامر سهل بالنسبة إلى إساءتهم به بادعاء أنه ربما كان لهم عذر في الإساءة لأولئك وأما في الإساءة إليه فلا عذر لهم أصلا.
ولما تخيل أنهم ربما غالطوا فاعتذروا ترقى بقوله: أم كيف ينفع.. البيت كأنه يقول: هو ظاهر لا يساعده باطن وقال لا يصدقه حال.
وقوله: أم كيف ينفع إلخ أم هذه أيضا للإضراب. والعلوق بفتح العين المهملة قال ابن الأنباري في شرحه: العلوق من الإبل: التي لا ترأم ولدها ولا تدر عليه جعله ها هنا مثلا. و رئمانها هنا: عطفها ومحبتها.