وتقدير الخبر مقدما في البيت وغيره إنما هو الأولى وليس بواجب لتنكير الاسم لأن الإخبار عن النكرة في باب إن جائز كما قاله ابن مالك وتبعه الشارح هنا.
وكأن ابن الملا لم يمر به هذا لأنه قال في شرح المغني: وإنما جعل التقدير إن لنا حلولا دون إن حلولا لنا مع أنه الأصل لما أن هذا الخبر لو ذكر لكان واجب التقديم لكون الاسم نكرة وكل مقدر صناعة إنما قدر في الموضع الذي يليق به. هذا كلامه.
وقوله: وإن في السفر: هو جمع سافر قال صاحب الصحاح: سفرت أسفر سفورا: خرجت إلى السفر فأنا سافر وقوم سفر مثل صاحب وصحب وسفار مثل راكب وركاب.
والسفر بفتحتين: قطع المسافة. انتهى.
وإليه ذهب السعد فقال: السفر: جمع سافر. قال: والسفر: الرفاق قد توغلوا في المضي لا) رجوع لهم. ونحن على إثرهم عن قريب.
وقد غفل صاحب القاموس عن كلام الصحاح فقال: السافر: المسافر ولا فعل له. وتبعه ابن الملا فقال: السفر اسم مفرد وضع لمعنى الجمع عند سيبويه بدليل تصغيره على لفظه فهو اسم جمع لسافر بمعنى مسافر لا فعل له كما نص عليه صاحب القاموس أو جمع مكسر له عند الأخفش.
وهذا الخلاف جار في كل ما يجيء من تركيبه اسم يقع على الواحد كصاحب من صحب وراكب من ركب بخلاف نحو غنم ورهط فإنه اسم جمع اتفاقا. والسافر:
الخارج إلى السفر.
والسفر: الخارجون إليه. هذا كلامه.
وإنما قدر الشارح المحقق مضافا قبل السفر تبعا لابن يعيش ليصح الحمل فإن الظرف خبر عن قوله: مهلا بفتحتين.
قال ابن يعيش: يقول: في رحيل من رحل ومضى مهل أي: لا يرجع. والمهل: السبق. انتهى.