إن من يدخل الكنيسة يريد: إنه من يدخل الكنيسة. ولا يجوز أن يكون من اسم إن لأنها اسم شرط وأسماء الشرط لا يتقدمها عامل إلا الخافض بشرط أن يكون معمولا لفعل الشرط نحو قولك: بمن تمرر أمرر. ومثل ذلك قول الأعشى:
* إن من لام في بني بنت حسا * ن................ البيت * يريد: إنه من لام.
وقول أمية بن أبي الصلت:
* ولكن من لا يلق امرأ ينوبه * بعدته ينزل به وهو أعزل * يريد: ولكنه من. ومن ذلك قول جميل:
* ألا ليت أيام الصفاء جديد * ودهر تولى بابثين يعود * في رواية من رفع الأيام يريد: ليتها أيام فحذف هذا الضمير يحسن في الشعر ولا يقبح في الكلام إلا أن يؤدي حذفه إلى أن تكون إن وأخواتها داخلة على فعل فإنه إذ ذاك يقبح في الكلام والشعر لأنها حروف طالبة للأسماء فاستقبحوا لذلك مباشرتها للأفعال.) وإنما قبح حذفه في الكلام وإن لم يؤد الحذف إلى مباشرة إن وأخواتها للأفعال لأنه مفسر بالجملة التي بعده فأشبهت الجملة الواقعة صفة في نحو قولك: رأيت رجلا