وسلم أن عيسى بن مريم قال لرجل: أتدري ما الله الله إله الآلهة. وعن ابن عباس: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
فإن قلت: هلا قلت إن قوله: لهني لأشقى الناس ولهنا لمقضي علينا إنما هو لإني ولإنا خلافا لأبي زيد قلت: هذا لا يسوغ لأنه يجمع فيه بين إن واللام ولم يجمعوا بينهما.
ألا تراهم أخروها إلى الخبر من قولهم: إن زيدا لمنطلق وفصلوا في نحو: إن في ذلك لآية.
فإن قلت: يكون القلب فيها بالتغيير لها كالفصل بينهما قلت: لا يصح لأن البدل في حكم المبدل منه عندهم. ألا ترى أنك لو سميت رجلا بهرق لم تصرفه كما لا تصرفه لو كانت الهمزة نفسها ثابتة.
ألا ترى أن الهمزة في حمراء لما كانت منقلبة عن ألف التأنيث كان حكمها حكمها في منع الصرف فكذلك يكون البدل في لهنك في حكم المبدل منه في الامتناع من الجمع بينهما.
على أن هذا السؤال لا يلزم من وجه آخر وهو أن ما حكاه أبو زيد من قوله: له ربي لا يجوز أن يظن فيه أن الهاء بدل من الهمزة فإذا كان كذلك رددت المواضع إلى هذا الموضع الذي لا يجوز فيه إبدال وعلمت أن المعنى: لله إني.
فإن قلت: لم لا تقول في قولهم: لهنا ولهني ولهنك: إنما هو له إنا لأن قطربا قد حكى أنهم يقولونه بالإسكان وإذا كانت الهاء ساكنة وألقيت عليها حركة الهمزة وجب أن تقول: لهنا فتكون الأبيات على هذا التأويل لا على الوجه الذي ذكرته قلت: يفسد هذا تحريكها الهاء بالجر في له ربي.