قوله تعالى: أن الله بريء من المشركين ورسوله دليل له لصحة حمله على وجهين جيدين: أحدهما: أن يكون ورسوله عطفا على أن وما بعدها لأنها اسم مفرد فالتقدير: براءة الله من المشركين ورسوله أي: وبراءة رسوله. وهذا وجه جيد كما تقول: أعجبني أنك منطلق وإسراعك.
والثاني: أن يكون ورسوله معطوفا على الضمير في بريء وحسن للفصل. وإذا كان كذلك لم يكن في الآية دليل على ما قالوه. فالاستشهاد بها وهم جرى على سيبويه والنحويين.
وقد رد عليه ابن جني في إعراب الحماسة وأثبت ما ذهب إليه سيبويه سماعا وقياسا. وهذه عبارته: وفي قوله: شاهد لجواز استدلال سيبويه بقول الله سبحانه: أن الله بريء من المشركين ورسوله بالرفع على معنى الابتداء ورد وردع لإنكار من أنكر ذلك عليه من بعض المتأخرين.
وقوله: إن هذا إنما يسوغ بعد إن المكسورة لأنها على شرط الابتداء وليس في الآية إن مكسورة وإنما فيها أن مفتوحة والمفتوحة لا تصرف الكلام إلى معنى الابتداء وإنما تجعل الكلام شأنا وحديثا ومواضعها تختص بالمرد لا بالجملة.
هذا معنى ما أورده هذا المنكر على صاحب الكتاب في هذا الموضع. والقول فيما بعد مع) صاحب الكتاب لاعليه سماعا وقياسا.
أما السماع فما جاء في هذا البيت وهو قوله: فلا تحسبوا أني تخشعت بعدكم