خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٢٩٢
قال البيضاوي: ذلكم إشارة إلى البلاء الحسن أو القتل أو الرمي ومحله الرفع: أي: المقصود أو الأمر ذلكم. وقوله تعالى: وأن الله... إلخ معطوف عليه أي: المقصود إبلاء المؤمنين وتوهين وهذا يكون من عطف المفردات. وأما قول الشارح المحقق: أي: الأمر ذلكم والأمر أيضا أن الله موهن فتكرير المبتدأ للإيضاح لا أنه من عطف الجمل.
ثم قال سيبويه: ولو جاءت مبتدأة لجازت.. إلخ يريد: لو جاءت إن بعد اسم الإشارة مكسورة كما تكسر في ابتداء الكلام لجازت. وهذا الوجه الثاني من الجائزين وقد جاء عليه قوله تعالى: هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب وقوله تعالى: هذا وإن للطاغين لشر مآب فذلك في الأولى وهذا في الثالثة خبر مبتدأ محذوف أي: الأمر ذلك والأمر هذا.
وجملة إن معطوفة على الجملة قبلها في الثلاث وهذا من عطف الجمل وليس من العطف على اسم الإشارة حتى تشاركه في الخبرية.
ومثل هذه الآيات قول الشاعر: ذاك وإني على جاري لذو حدب فذاك: خبر مبتدأ محذوف والتقدير: شأني ذاك وأمري ذاك. وجملة: إني على) جاري... إلخ معطوفة على الجملة قبلها.
ويدل على أن هذا من عطف الجمل قوله تعالى في سورة الحج: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله فقوله: لينصرنه الله جواب قسم مقدر وجملة القسم المقدر مع جوابه خبر من عاقب... إلخ وجملة: من
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»