خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٥
قال صاحب الأغاني: وهو شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. وقد مدح الخلفاء فيهما جميعا. وكان فصيحا مقصدا راجزا من ساكني البصرة. وكان أهوج جبانا بخيلا كذابا معروفا بذلك أجمع. وكان أبو عمرو بن العلاء يقدمه.
وقيل: إنه كان يصرع. وكان من أكذب الناس: حدث يوما أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو) الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء. فقيل: يا أبا حية أفرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء فدعوتها فلم تأتك فماذا تصنع بك قال: أبعدها الله إذن وحدث يوما قال: عن لي ظبي يوما فرميته فراغ عن سهمي فعارضه السهم ثم راغ فعارضه فما زال والله يروغ ويعارضه حتى صرعه ببعض الجبانات.
وإلى هذا السهم لمح ابن نباتة المصري بقوله:
* وبديع الجمال لم ير طرفي * مثل أعطافه ولا طرف غيري * * كلما حدت عن هواه أتاني * سهم ألحاظه كسهم النميري * وقال يوما: رميت والله ظبية فلما نفذ سهمي عن القوس ذكرت بالظبية حبيبة لي فعدوت خلف السهم حتى قبضت على قذذة قبل أن يدركها.
وكان لأبي حية سيف يسميه: لعاب المنية ليس بينه وبين الخشبة فرق. وكان أجبن الناس حدث جار له قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنه لصا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو واقف في وسط الدار وهو يقول: أيها المغتر بنا والمجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك: خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»