خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ١٣١
ليست متعلقة بنفس كابر على حد قولك: كبرت عنه أي: ارتفعت عنه وإنما هي: بمعنى كابر بعد كابر.
ألا تراه قد ظهر في بيت النابغة كابرا بعد كابر. ف عن في قول الأعشى كعن في قوله تعالى: لتركبن طبقا عن طبق أي: بعد طبق. وهو كقول الكافة في مخاطباتهم: فعلت ذلك عودا عن بدء أي: بعد بدء. ولو كانت عن متعلقة بنفس كابر لكان في ذلك تشنع على القوم لا تمدح لهم وذلك إذا كبر بعضهم عن بعض فكان ذلك غضا من المفضول. وإنما ينبغي أن يقال: إنهم متتابعو الشرف متشابهو الفضل. وهذا كقول الآخر:
* من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم * مثل النجوم التي يسري بها الساري * انتهى كلامه.
ولا فرق بين أن تعلق عن بكابر أو بمتجاوز باقية على أصلها فإنه يلزم التفضيل في كل منهما.
وكابر اختلف في معناه على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه بمعنى كبير قاله صاحب الصحاح وابن الشجري وغيرهما وهو المشهور.
ثانيهما: أنه اسم جمع. قال ابن جني ومثله للمرزوقي: قال أبو علي: كابر هنا ليس باسم الفاعل كقائم وقاعد لكنه من أسماء الجمع بمنزلة الجامل والباقر والسامر فكأنه قال: وكبراء سادوك بعد كبراء. فعن متعلقة بمحذوف هو في الأصل صفة لكبراء مثلهما في قوله:
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»