خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ١٢٥
* وكيف تجيب أصداء وهام * وأبدان بدرن وما نخرنه * قال يعقوب: قوله: جير أي: حقا وهي مخفوضة غير منونة فاحتاج إلى التنوين. قال أبو علي: هذا سهو منه لأن هذا يجري مجرى الأصوات وباب الأصوات كلها والمبنيات بأسرها لا ينون إلا ما خص منها بعلة الفرقان فيها من نكرتها ومعرفتها التنوين فما كان منها معرفة جاء بغير تنوين فإذا نكرته نونته.
من ذلك أنك تقول في الأمر: صه ومه تريد السكوت يا فتى فإذا نكرت قلت: صه ومه تريد سكوتا. وكذلك قول الغراب: غاق أي: الصوت المعروف من صوته وقول الغراب غاق أي: صوتا. وكذلك إيه يا رجل تريد الحديث. وإيه تريد حديثا.
وزعم الأصمعي أن ذا الرمة أخطأ في قوله: وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم وكان يجب أن ينونه. وهذا من أوابد الأصمعي التي يقدم عليها من غير علم. فقوله: جير بغير تنوين في موضع قوله: فقلت الحق. وتجعله نكرة في موضع آخر فتنونه فيكون معناه: قلت حقا. ولا مدخل للضرورة في ذلك إنما التنوين للمعنى المذكور وبالله التوفيق. وتنوين هذا الشاعر على هذا التقدير.) قال يعقوب: قوله أصابهم الحما يريد: الحمام. وقوله: يدرن أي: طعن في بوادرهم بالموت.
والبادرة: النحر.
وقوله: فجئت قبورهم بدءا أي: سيدا. وبدء القوم: سيدهم. وبدء الجزور: خير أنصبائها.
وقوله: ولما أي: ولم أكن سيدا حين ماتوا فإني سدت بعدهم.
هذا ما أورده ياقوت بحروفه. وأورد ابن فارس في كتاب فقه اللغة هذه الأبيات عن المفضل وزاد في أولهن بيتا وهو:
* ألا يا طال بالغربات ليلي * وما يلقي بنو أسد بهنه * ويا حرف نداء والمنادى محذوف أي: يا قوم ونحوه. والغربات بضم الغين المعجمة والراء المهملة بعدها موحدة: جمع غربة بضمتين وهي الامرأة
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»