خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ١٢٣
فكنا إذا قرأنا أوراقا منه تجارينا في فنون الآداب واجتنينا من فوائد ثمار الألباب ورتعنا في رياض ألفاظه ومعانيه والتقطنا الدر المنثور من فيه فأجرى يوما بعض الحاضرين ذكر الأصمعي وأسرف في الثناء عليه وفضله على أعيان وكان مما ذكر في محاسنه أن قال: من ذا الذي يجسر أن يخطئ الفحول من الشعراء غيره فقال أبو علي: وما الذي رد عليهم فقال الرجل: قد أنكر على ذي الرمة مع إحاطته بلغة العرب ومعانيها وفضل معرفته بأغراضها ومراميها وأنه سلك نهج الأوائل في صوف المفاوز إذا لعب) السراب فيها ورقص الآل في نواحيها. ونعت الحرباء وقد شبه على جذله والظليم وكيف ينفر من ظله وذكر الركب وقد مالت طلاهم من غلبة المنام حتى كأنهم صرعتهم كؤوس المدام فطبق مفصل الإصابة في كل باب وساوى الصدر الأول من أرباب الفصاحة وجار القروم البزل من أصحاب البلاغة. فقال له الشيخ أبو علي: وما الذي أنكر على ذي الرمة فقال: قوله:
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»