خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٥١٧
وكذا ذهب إلى هذا أبو الحسن الطوسي في شرح ديوان لبيد قال: يعني قبة كانت تضرب على باب الملك يقعد فيها الناس حتى يؤذن لهم. ونوافلها: فضول من شرف وجوائز ومنازل. يخشى سقاط من كلام أو فعل يلحقه منه ذام أي: عيب. أو أنهم يرجعون بغير جائزة فيكون ذلك عيبا عليهم.
أحدها: أن المعنى وجماعة كثيرة غرباؤها. وإليه ذهب الجواليقي في شرح أدب الكاتب قال: أي: رب جماعة كثيرة غرباؤها. ثم حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. هذا أصح ما قيل فيه.
ثانيها: أن المعنى رب خطة وشأن قد جهل القضاء فيها وجهلت جهاتها.
ثالثها: أن المعنى رب حرب كثيرة غرباؤها لأن الحرب مؤنثة. وجعلها كثيرة الغرباء لما يحضرها من ألفاف الناس وغيرهم. وجعلها مجهولة لأن العالم بها والجاهل يجهلان عاقبتها.
وقوله: ترجى نوافلها أي: الغنيمة والظفر. ويخشى ذامها أي: خلافها.
رابعها: أن المعنى رب أرض كثيرة غرباؤها يريد: أرضا يضل بها من سلكها إذا جهل طرقها. قال أبو جعفر والجواليقي والخطيب: وإنما وقع الاختلاف في ذلك أنه أقام الصفة مقام الموصوف فاحتمل هذا المعاني إلا أن الأشبه بما يرد الجماعة لأن بعده: أنكرت باطلها وبؤت بحقها وإقامة الصفة مقام الموصوف في مثل هذا قبيح لما يقع به من الإشكال.
ألا ترى أنك لو قلت: مررت بجالس كان قبيحا ولو قلت: بظريف كان حسنا. وغرباؤها مرفوع بكثيرة أي: كثرت غرباؤها.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»