السيد في شرح أدب الكاتب: يريد قبة ملك فيها قوم غرباء من كل قبيلة فاخروه بين يدي الملك فغلبهم وظهر عليهم.
وقوله: مجهولة أراد مجهول من فيها ولم يرد أن القبة نفسها مجهولة. والنافلة: الفضل. والذم: العيب والعار.
يريد أن من حضرها يرجو أن يكون له الظهور والشرف ويرهب أن يغلب ويظهر عليه فيكون ذلك عارا يبقى في عقبه فهو لذلك يذب عن نفسه ولا يدع غاية من المفاخرة إلا قصدها.
وشبههم بجمال غلب تشذر بأذنابها إذا تصاولت وهاجت. يقال: تشذر البعير بذنبه إذا استنفر به وتشذر الرجل بثوبه عند القتال إذا تحزم وتهيأ للحرب. والغلب: الغلاظ الأعناق الواحد أغلب. والبدي: واد تسكنه الجن فيما يزعمون.
والرواسي: الثابتة التي لا تبرح والأصل: مجهولة غرباؤها فحذف المضاف وأقام الضمير) المضاف إليه مقامه فاستتر في الصفة. انتهى.
وما ذهب إليها من أن المراد بكثيرة قبة الملك هو الراجح الصحيح وهو قول الزوزني قال: المعنى رب قبة أو دار كثرت غرباؤها وغاشيتها وجهلت لا يعرف بعض الغرباء بعضا. افتخر بالمناظرة التي جرت بينه وبين الربيع بن زياد في مجلس النعمان بن الأسود ملك العرب ولها قصة طويلة.
أقول: قد ذكرتها أنا في ترجمة النعمان بن المنذر في الشاهد الخامس والخمسين بعد المائة وستأتي في رب أيضا.