خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٥١
* أي: إنك تصرع إن يصرع أخوك.
ومثل ذلك قوله: البسيط أي: والمرء ذئب إن يلق الرشا. قال الأصمعي: هو قديم أنشدنيه أبو عمرو.
وقال ذو الرمة: الطويل * وإني متى أشرف على الجانب الذي * به أنت من بين الجوانب ناظر * أي: إني ناظر متى أشرف. فجاز هذا في الشعر وشبهوه بالجزاء إذا كان جوابه منجزما لأن المعنى واحد كما شبه الله يشكرها جعله بمنزلة يشكرها الله.
وكما قالوا في اضطرار: إن تأتني أنا صاحبك تريد معنى الفاء فتشبهه ببعض ما يجوز في الكلام حذفه وأنت تعنيه.
وقد يقال: إن أتيتني آتك وإن لم تأتني أجزك لأن هذا في موضع الفعل المجزوم وكأنه قال: إن) تفعل أفعل. وتقول: إن تأتني فأكرمك أي: فأنا أكرمك فلا بد من رفع فأكرمك إذا سكت عليه لأنه جواب. وإنما ارتفع لأنه مبني على مبتدأ. انتهى كلام سيبويه.
فتخريج الشارح المحقق في البيت خلاف ما خرجه سيبويه فإن الشارح جعل تصرع جواب الشرط مع مبتدأ محذوف مع الفاء الرابطة والتقدير: فأنت تصرع والجملة الشرطية خير إن.
وسيبويه جعل تصرع خير إن وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»