خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٣٠٥
الأوب وقد قلبت الواو فيه إلى الياء لأن من يقول: صيم في صوم لا يقلب إذا تباعدت من الطرف فلا يقول: إلا صوام. وكذلك هذه العين إذا تباعدت من الطرف وحجز الواو بينه وبين الآخر لم يجز فيه القلب. انتهى.
فأجاز أن يكون من مادة أوب ومن مادة أيب والمادتان مذكورتان في القاموس وفي غيره الأولى فقط.
وقوله: أعمل العيس... إلخ أعمل: أمر من الإعمال وهو الإشغال.
والعيس: الإبل البيض. وروى: العنس بالنون وهي الناقة الشديدة. والعلات بالكسر: الحالات جمع علة بمعنى الحالة.
وقوله: وإذا رمت رحيلا... إلخ توصيم: فاعل يأمر والمفعول محذوف أي: يأمره.
والتوصيم بالصاد المهملة هو في الجسد كالتكسير والفترة ووصمته الحمى بالتشديد إذا أحدثت فيه فترة وتكسيرا. وهو من الوصم وهو الصدع في العود من غير بينونة. والوصم أيضا: العيب والعار.
قال الزمخشري في المستقصى: هذا المصراع مثل يضرب في الحث على الجسارة أي: حدثها بالظرف وبلوغ الأمر إذا هممت بأمر لتنشطها للإقدام ولا تنازعها بالخيبة فتثبطها. انتهى.
وقوله: إن صدق... إلخ يعني إذا حدثت نفسك بالموت لم تعمر شيئا ولم تؤثل مالا وفسد عليك عيشك فأزرى ذلك بأملك. والإزراء بتقديم المعجمة على المهملة: النقص.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»