وأفاد الفراء أن البيت حجة يصح الاستدلال به لقوله: أنشدني بعض العرب فيكون جواز وقد أطلق الشارح المحقق في العاطف ولم يمثل إلا لما اقترن بالواو والفاء. وقد صرح الفراء في) تعميم العاطف قال: إذا كان في الفعل فاء أو واو أو ثم أو أو أو حرف من حروف النسق فإن شئت كان معناها معنى الاستئناف فنصبت بها أيضا وإن شئت جعلت الفاء أو الواو إذا كانتا منها منقولتين عنها إلى غيرها. والمعنى في قوله: فإذا لا يؤتون على: فلا يؤتون الناس نقيرا إذا.
ويدلك على ذلك أنه في المعنى والله أعلم جواب لجزاء مضمر كأنه قلت: ولئن كان لهم أو لم كان لهم نصيب لا يؤتون الناس إذا نقيرا. وهي في القراءة عبد الله منصوبة. وإذا رأيت الكلام تاما مثل قولك: هل أنت قائم ثم قلت: فإذن أضربك نصبت بإذن ونصبت بجواب الفاء ونويت النقل.
وكذلك الأمر والنهي يصلح في إذن وجهان: النصب بها ونقلها. ولو شئت رفعت الفعل إذا نويت النقل فقلت: ائته فإذن يكرمك زيد فهو يكرمك إذن ولا تجعلها جوابا.
هذا كلامه.
وقد أجاز الجزم والنصب والرفع في جواب الشرط قال: وإذا كان قبلها جزاء وهي له جواب قلت: إن تأتني إذن أكرمك وإن شئت: إذن أكرمك.
فمن جزم أراد أكرمك إذن ومن نصب نوى في إذن فاء تكون جوابا فنصب الفعل بإذن ومن رفع جعل إذن منقولة إلى آخر الكلام كأنه قال: فأكرمك إذن. اه.