خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٧
وقوله: وصفحت عن ذي جهلها إلخ قال الأسود: أكمل مكرمة صلاح ذات البين بما أردفه من الإغضاء على ما بدر من جاهلها. أي: من جهل منهم علي صفحت عنه ولم أجهل عليه.
وقوله: تضحي أراد تضحي وتمسي فاكتفى بذكر أحدهما من الآخر. ووجه آخر: خص الغداة بالذكر لأن جناة الشر يتوخون به ظلام الليل إرادة أن يخفى ذلك. انتهى.
وقد صحف هذه الكلمة وحرفها وإنما هي نصحي بالصاد المهملة. قال المرزوقي: يصف نفسه بالحلم معهم ومع سفهائهم يقول: عفوت عن جاهلها فلم أؤاخذه بما يدر منه من هفوة أو) زلة ثم بذلت نصحي لعشيرتي بمقدار جهدي ولم أجر عليه جريرتي.
وقوله: ولم تصب العشيرة زلتي أي: إن زل ولا عصمة كفى نفسه ولم يشتد عليه الأمر فيفتقر إلى من يكفيه أو يعينه.
وقوله: وكفيت مولاي الأحم إلخ قال الأسود: الأحم بالمهملة هو الأخص الأدنى من الحميم.
وهو تفسير لقوله: ولم تصب العشيرة زلتي وتأكيد للإكمال.
يقول: إن جررت جريرة أغنيت فيها نفسي عن ابن عمي الأدنى فضلا عن الأبعد وحبست سائمتي يريد السوام وهو المال الراعي.
وقد سامت الماشية: دخل بعضها في بعض في الرعي. وهذا إغراق بعد التأكيد أي: حبستها عن المرعى على ذي الخلة بالفتح أي: الفقر ليختار منها على عينه كما قال: الطويل
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»