خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٣
وجواب إذا في البيت بعده. وخص العذارى بالذكر لفرط حيائهن ولتصونهن عن كثير مما يتبذل فيه غيرهن. وجعل نصب القدور مفعول استعجلت على المجاز والسعة. ويجوز أن يكون وقال الأسود: ويروى: تلفعت. واللفاع: الملحفة. والقناع: المقنعة. أي: غشين الدخان حتى صار لهن كاللفاع أو القناع من شدة البرد. واستعجلت نصب القدور فملت أي: ألقت اللحم في الملة جوعا وضرا لم تصبر إلى إدراك القدر.
قال التبريزي: وعلى هذا يكون وملت بالواو وغير أبي تمام يرويه: الكامل واستبطأت نصب القدور فملت وقال ابن جني: ملت هنا من ملة النار لا من الملالة أي: بادرت للضرورة الخبز قبل القدر.
وهذا البيت أورده البيضاوي عند قوله تعالى: ولهم فيهم أزواج مطهرة واستشهد به على جواز جمع الصفة وإفرادها في مطهرة. وقرأ زيد بن علي: مطهرات وهما لغتان فصيحتان.
وقوله: دارت بأرزاق العفاة إلخ هو جمع عاف وهو كل طالب رزق من الناس وغيرهم.
ومغالق: فاعل دارت وهي قداح الميسر جمع مغلق ومغلاق بكسرهما مأخوذ من غلق الرهن لأنه من فاز سهمه غلق نصيبه فذهب به غير منازع فيه. قاله الأسود.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»