وجواب إذا في البيت بعده. وخص العذارى بالذكر لفرط حيائهن ولتصونهن عن كثير مما يتبذل فيه غيرهن. وجعل نصب القدور مفعول استعجلت على المجاز والسعة. ويجوز أن يكون وقال الأسود: ويروى: تلفعت. واللفاع: الملحفة. والقناع: المقنعة. أي: غشين الدخان حتى صار لهن كاللفاع أو القناع من شدة البرد. واستعجلت نصب القدور فملت أي: ألقت اللحم في الملة جوعا وضرا لم تصبر إلى إدراك القدر.
قال التبريزي: وعلى هذا يكون وملت بالواو وغير أبي تمام يرويه: الكامل واستبطأت نصب القدور فملت وقال ابن جني: ملت هنا من ملة النار لا من الملالة أي: بادرت للضرورة الخبز قبل القدر.
وهذا البيت أورده البيضاوي عند قوله تعالى: ولهم فيهم أزواج مطهرة واستشهد به على جواز جمع الصفة وإفرادها في مطهرة. وقرأ زيد بن علي: مطهرات وهما لغتان فصيحتان.
وقوله: دارت بأرزاق العفاة إلخ هو جمع عاف وهو كل طالب رزق من الناس وغيرهم.
ومغالق: فاعل دارت وهي قداح الميسر جمع مغلق ومغلاق بكسرهما مأخوذ من غلق الرهن لأنه من فاز سهمه غلق نصيبه فذهب به غير منازع فيه. قاله الأسود.