* ذراني من نجد فإن سنينه * لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا * على أن نون الجمع الذي جاء على خلاف القياس قد يجعل معتقب الإعراب أي: محل تعاقبه. أي: تجري عليها الحركات واحدا بعد واحد ولا تحذف للإضافة كما في قوله: سنينه.
فالنون لما جرى عليها الإعراب لم تحذف مع إضافة الكلمة إلى ضمير نجد.
وفي كلامه شيئان: أحدهما: أنه غير خاص بالضرورة.
والأول موافق لكلام أبي علي في إيضاح الشعر دون الثاني. قال في باب ما جعلت فيه النون المفتوحة اللاحقة بعد الواو والياء في الجمع حرف إعراب بعد أن أنشد جميع الأبيات الآتية.
اعلم أن هذه النون إذا جعلت حرف الإعراب صارت ثابتة في الكلمة فلم تحذف في الإضافة كما لا تحذف نون فرسن ورعشن ونحوه وإن كانت زائدة ويكون حرف اللين قبلها الياء ولا يكون الواو لأن الواو تدل على إعراب بعينه فلم يجز ثباتها من حيث لم يجز ثبات إعرابين في الكلمة.
فأما من أجاز ثبات الواو في هذا الضرب من الجمع وزعم أن ذلك يجوز فيه قياسا على قولهم: زيتون فقوله: بعيد من جهة القياس مع أنا لا نعلمه جاء في شيء منهم.
وذلك أن هذه الواو لم تكن قط إعرابا كما في مسلمون. وعلى ما ذهب إليه جاء التنزيل: في) عليين. انتهى.