خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤١
قليل ادخار الزاد إلا تعلة أي: قدر ما يقام به العلة. أقبل عليها يوبخها ويخطىء رأيها ويكذب ظنها ويقبح اختيارها في إفاتة نفسها الحظ منه ويدعو عليها بالفقر والخيبة في الرجاء فقال: صار في يدك التراب وهل رأيت لقومه من يماثلني في حالتي السراء والضراء حتى تعلقي مثل رجائك في بغيري إذا أخليت مكاني. انتهى.) وقال الأسود: أي: خاب رجاؤك حين تعدلين بي أطفالا وقد رأيت الرجال أعياهم مكاني.
وتربت يداك معناه صار في يدك التراب أي: لك الخيبة مما أملت. وهي كلمة تقال للمخطىء وجه القصد.
وقال التبريزي: التعلة من عللت كأنه أراد حين أفتقر فأحتاج إلى العلل أي: الحجج أو إلى أن أعلل نفسي كما يعلل العليل.
قال ابن جني: قوله: وحين تعلتي معطوف على موضع قوله: يسري أي: على وقت يسري وحين تعلتي.
ومثلي يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون مفعول رأيت فينتصب رجلا في البيت بعده على التمييز كقولك: لي مثله عبدا أي: من العبيد فيكون تقديره: مثلي من الرجال الذين إذا غشوا كفوا.
والآخر: أن يكون أراد هل رأيت رجلا مثلي فلما قدم مثلي وهو وصف نكرة نصبه على الحال منها.
واللام في قوله: لقومه متعلقة بنفس رأيت كقولك: رأيت لبني فلان نعما وعبيدا.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»