خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٢٩٠
* لعمرك ما أدري وإني لأوجل * على أينا تعدو المنية أول * على أن أول بني على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه. والأصل: أول أوقات عدوها.
قال ابن جني في إعراب الحماسة: إنما بنيت أول هنا لأن الإضافة مردة فيها فلما اقتطعت منها وهي مرادة فيها بنيت كقبل وبعد فكأنه قال: تعدو المنية أول الوقت.
وأصلها قبل الإضافة أن تكون معها من ليتم بها قبل الظرفية صفة فتكون كقديم وحديث لم تنقل عن الوصف إلا إلى الظرفية.
فإذا صح فيها مذهب الصفة فلا بد فيها من معنى من قبل الإضافة فإذا تصورت صفة قبل ذلك أمكن حينئذ نقلها إلى الظرف كسائر ما نقل إلى الظروف من الصفات نحو قديم وحديث وملي وطويل. وأوجل مما جاء على الصفات على أفعل لا فعلاء له. ألا تراهم لا يقولون وجلاء استغنوا عنها بوجلة. اه.
وظنه العيني فعلا مضارعا فقال: قوله: لأوجل أي: لأخاف من وجل يوجل.
والمصراع الثاني في محل نصب على أنه ساد مسد مفعولي درى معلق عن العمل في لفظه بسبب الاستفهام وعلى متعلقة بتعدو.
وأخطأ العيني في قوله: مفعول أدري محذوف تقديره: ما أدري ما يفعل بنا أو ما يكون ونحو ذلك. ولم يتعرض لجملة على أينا تعدو إلخ. وهو بالعين المهملة من عدا عليه يعدو عدوا بمعنى ظلم وتجاوز الحد.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»