خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٥١٦
أفرد الضمير لأنه أراد المهمة وإنما ثناه تنبيها على طوله واتصال المشي لراكبه فيه كما قال رؤبة: الرجز ومهمه أطرافه في مهمه انتهى.
وهذا يؤيد ما قاله الفراء. وقوله: بالنعت لا بالنعتين أي: نعتا لي مرة واحدة فلم أحتج إلى أن ينعتا لي مرة ثانية. وصف نفسه بالحذق والمهارة. والعرب تفتخر بمعرفة الطرق وتعير الجاهل بها.
وأما رواية: قطعته بالسمت لا بالسمتين فهو من رجز لشاعر آخر أنشده الفارسي في تذكرته وذكر قبله: الرجز قطعته بالسمت لا بالسمتين قال: كانت في هذا الموضع بئران فعورت إحداها وبقيت الأخرى فلذلك قال: أعور إحدى العينين.
وقوله: وأصم الأذنين يعني: أنه ليس به جبل فيسمع صوت الصدى.
وقوله: بالسمت إلخ أي: قيل لي مرة واحدة فاكتفيت. انتهى.
وقال: السمت: السير بالحدس. وقال ابن يسعون: يريد بالسمت إلخ بإشارة واحدة ولم أحتج إلى تكرير النظر لحذقي ومعرفتي بالطريق.
وقوله: على مطار القلب متعلق بجبتهما. أراد: على فرس جيد هذه صفته.)
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»