خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٤٤٢
وهي الإبل التي ترعى أفواه البقول الطيبة في العذوات العازبة ثم ترد الماء فتشرب فإذا رويت ثم صدرت فالتف بعضها ببعض فاحت برائحة طيبة.
قال الأصمعي: قلت لأبي مهدية: كيف تقول: ليس الطيب إلا المسك. وهو يريد أن يعلم كيف يعربه. فقال أبو مهدية له: فأين العنبر فقال الأصمعي: فقل: ليس الطيب إلا المسك والعنبر. فقال: أين أدهان حجر فقال: فقل ليس الطيب إلا المسك والعنبر وأدهان حجر. فقال: فأين فارة إبل صادرة ومن هذا الجنس والضرب الذي ذكرنا الدويبة التي تسمى الزباد وهي مثل السنورة الصغيرة فيما ذكر لي تجلب من تلك النواحي وقد تأنس فتقتنى وتحتلب شيئا شبيها بالزبد يظهر على حلمتها بالعصر كما يظهر على آنف الغلمان المراهقين فيجمع وله رائحة طيبة البنة. وقد رأيته) يقع في الطيب. وقد بلغني أن شحمه كذلك أيضا.
وقد ذكر بعض الشعراء القدم بعض هذا وجعله أمعاء الدابة وظن أنه إنما طاب جوفه لأنه يأكل الطيب فقال: البسيط * تكسو المفارق واللبات ذا أرج * من قصب معتلف الكافور دراج * والأعراب لا يميزون هذا. وفي فارة الإبل يقول الراعي: الطويل * لها فأرة ذفراء كل عشية * كما فتق الكافور بالمسك فاتقه * ظن أنه يفتق به. وكان الراعي أعرابيا قحا والمسك لا يفتق بالكافور. انتهى كلام الدينوري.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»