خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٨
وقال ابن قتيبة في كتاب الشعراء: لما قتل مصعب وصار الأمر إلى عبد الملك بن مروان أتى عبيد الله بن قيس عبد الله ابن جعفر يستشفع به إلى عبد الملك فقال له عبد الله بن جعفر: إذا دخلت معي على عبد الملك فكل أكلا يستشنعه عبد الملك بن مروان.
ففعل فقال: من هذا يا ابن جعفر قال: هذا أكذب الناس إن قتل. قال: ومن هو قال: الذي يقول: المنسرح * ما نقموا من بني أمية إ * لا أنهم يحملون إن غضبوا * * وأنهم معدن الملوك فلا * تصلح إلا عليهم العرب * قال: قد عفونا عنه ولكن لا يأخذ مع المسلمين عطاء. فكان ابن جعفر إذا خرج عطاؤه يعطيه منه. انتهى.
وفي رواية صاحب الأغاني: قال ابن قيس الرقيات: تسأل أمير المؤمنين عن أمري. قال: نعم فركب ابن جعفر فدخل معه إلى عبد الملك فلما قدم الطعام جعل يسيئ الأكل فقال عبد الملك: من هذا يا بن جعفر قال: هذا إنسان لا يجوز إلا أن يكون صادقا إن استبقي وإن قتل كان أكذب الناس. قال: وكيف ذلك قال: لأنه الذي يقول:
* ما نقموا من بني أمية إ * لا أنهم يحملون إن غضبوا * الأبيات.
فإن قتلته لغضبك عليه كذبته فيما مدحكم به. قال: هو آمن ولكن لا أعطيه عطاء من بيت المال. قال: ولم وقد وهبته لي فأحب أن تهب لي عطاءه أيضا كما وهبت لي دمه وعفوت لي عن ذنبه قال: قد فعلت. قال: قد فعلت. قال: وتعطيه ما
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»